الحاجة للتلامس العاطفي الغير جنسي :
المرأة لديها احتياج أساسي عميق للعاطفة الغير مصحوبة بممارسة الجنس.
فهم تلك الحقيقة بالتحديد والتعامل معها كان أمرًا صعبًا على )أنا جيمي(، لأني نشأت في عائلة لم تكن تعبر عن مشاعرها بشكل خارجي. أنا وإخوتي الكبار كنا نتشاجر طوال الوقت. لذا فواحدة من أضعف مهاراتي في الزواج تقع في منطقة التعبير عن العواطف.
في السنوات الثمانِ الأولى من علاقتي بكارين نادرًا ما كنت أضمها او ألمسها لفترة طويلة دون أن أصبح صلبًا أو جنسيًا. وكانت دومًا تشتكي من خشونتي أو من لمساتي الجنسية دومًا لها ولكني بكل أمانة لم أعرف كيف أتوقف عن فعل هذا. وفي الحقيقة، لم أكن أرغب في التوقف.
لم أكن فقط أجذبها بشكل مستمر
وأتعامل معها بخشونة، ولكني كنت غير مستعد للتغير أو لتسديد احتياجاتها.
بدءًا من أول لقاءاتنا عند المواعدة، لم أكن قادر على أن أمسك بيدها دون الضغط عليها أو قرصها بين الإبهام والسبابة. وفي الحقيقة لم أكن أعتقد أنني أضغطها بتلك القوة، ولكنها ظلت تخبرني بأني أؤلمها.
لم أكن أشعر بالارتياح على الإطلاق في التعبير عن مشاعري بشكل
ملموس، لا سيما في العلن.
ومرارًا وتكرارًا طوال فترة زواجنا ظلت كارين تخبرني باحتياجها لأن أضمها وألمسها بطرق غير جنسية، ولكني لم أفهم أن التلامس الغير جنسي احتياج أساسي عميق لدى المرأة.
كنت أعتقد فقط أنها غريبة، أو أنها تمر بمرحلةٍ ما. بل وفي الحقيقة لفترة طويلة ظننت أنها في حاجة لأن تتحلى ببعض الخشونة وتتعلم الاستمتاع بالمصارعة وباللعب الخشن، لأنني كنت أستمتع به.
ولكن كارين لم تتغير قط، لأن تلك كانت طبيعتها الأساسية. الكثير من الاتجاهات التي كانت لدي نحو التعبير عن المشاعر كانت سلوكًا مكتسبًا. لمدة طويلة، ظننت أنني لن أتغير لأنني فقط «لا يمكنني فعل هذا! » ولكن الروح القدس بدأ يقنعني بأنه هو القادر على أن يغير أي شيء فيَّ فقط إن تحليت بقلب مستعد. وأخيرًا استسلمت وقررت أن أحاول فعل هذا.
أول مرة حاولت فيها بجدية أن أعبر عن مشاعري لكارين باللمس بطريقة ناعمة غير جنسية حدثت في عصر أحد الأيام حين كنا جالسين في حجرة المعيشة.
كنت قد بدأت أصلي لأصبح أكثر قدرة على التعبير عن مشاعري.
قبل التحرك، فكرت فيما سأفعله على الأقل لمدة 20 دقيقة. وأخيرًا نهضت وبدأت أسير في الغرفة للمكان الذي كانت كارين جالسة فيه على الأريكة، تطوي الملابس. حين رأتني وأنا قادم، علمت تمامًا ما تفكر فيه: «لا بد أنه يريد الجنس أو يريد شيئًا ما .
ولكن لأول مرة في علاقتنا، جلست على الأريكة بجوارها، ثم وضعت ذراعي حولها وعانقتها بحب دون أي حركات جنسية. ظلت كارين ترمقني آنذاك بابتسامة متكلفة.
كنت أعلم أنها تتساءل «حسنًا، ماذا سيحدث هذه المرة؟ الجنس أم المصارعة؟ » ولكني أبقيت ذراعي حولها بحب وأنا أضمها.
بعد خمسة أو عشرة دقائق، حركت ذراعي ونظرت هي لي قائلة «ماذا تنوي أن تفعل؟ » وكان ردي: «لا شيء. أنا أحاول فقط أن أعبر عن مشاعري لك باللمس بطريقة غير جنسية. » فابتسمت وقالت: «حسنًا استمر في هذا، فأنا سعيدة به. »
يمكنك بالطبع أن تتأكد أني استمريت في فعل هذا. كانت الأسابيع الأولى هي الأصعب، ولكن قبل أن تمضي فترة طويلة، كنت قد بدأت أشعر بالارتياح الكامل للتعبير عن مشاعري بملامسة رقيقة غير جنسية، وبدأت أحب هذه الطريقة أيضًا. وما فاجأني وأسعدني هو أنه كلما كنت عاطفيًا أكثير، كلما زادت استجابة كارين الجنسية لي.
كانت طاعتي لله واختياري أن أكرم رغبات كارين في ذلك الأمر سبب انطلاقة حقيقية لكلينا في علاقتنا ولا سيما لي أنا.
ميزة أخرى في إظهار عواطفك لزوجتك باللمس هو أنها تشعر أطفالكما بالأمان وتقدم لهم مثالا جيدًا.
الأطفال في حاجة للكثير من إظهار المشاعر، وهم في حاجة لأن يروا التعبير عن تلك المشاعر المتبادلة بين والديهم.
إن كنت في العادة لا تلمس زوجتك أو تعانقها بطريقة رقيقة غير جنسية، فأنت في حاجة لأن تبدأ في فعل هذا. بغض النظر عن ماضيك وعما تفضله وما لا تفضله، هذا الأمر يشبع ويسدد احتياج هام جدًا في حياة زوجتك.
منذ الصباح وطوال اليوم ابحث عن فرص لتحتضنها، أو تمسك بيدها، أو تضع ذراعك حولها، أو لتكون قريبًا منها. تلك التعبيرات عن مشاعر الحب ستكون ذات أثر عظيم لكليكما. اسأل زوجتك بالتحديد فيما ترغب فيه بالنسبة للتعبير عن مشاعرك باللمس وافعل لها ما تريد.
الحاجة للتواصل العميق
الزوجات لديهن احتياج داخلي للتواصل التفصيلي الصادق مع أزواجهن. فهن لا يبحثن عن سماع فكرة عامة عن حال أزواجهن كل يومين أو ثلاثة. الزوجة تريد حديثًا تفصيليًا عما يحدث في حياتك وذهنك كل يوم. رغم أن الفصل 17 يتحدث عن التواصل في الزواج إلا أن هذا موضع ملائم لذكر بعض المؤشرات الخاصة بتواصل الأزواج مع زوجاتهم. على كل رجل في البداية أن يقبل حقيقة أن التواصل هو احتياج عميق حسن النية لدى الزوجة، وليس مجرد رغبة. فهي لا تحاول التدخل في شؤونك، ولا هي غير منطقية حين تستقي منك المعلومات. وإنما هي فقط تحاول أن تصبح جزءًا من حياتك. مشاركة المعلومات مع زوجتك واحدة من أقوى الأشياء التي تجعلها تشعر بالاتحاد مع زوجها.
أي شيء لا تعرفه الزوجة مع أنها يجب أن تعرفه يشكل حاجزًا كبيرًا في مواجهة تسديد احتياجها للأمان وللتواصل العميق. لذا فحين لا ينفتح الزوج ويخبر زوجته بما يفعله، أو ما يشعر به، أو يفكر فيه، تمتليء زوجته بالإحباط وبالشعور بعدم الأمان. لكي يفهم الرجل هذا عليه أن يحاول باجتهاد أن يرى العالم من خلال عيني المرأة. الزوجة تعتمد على زوجها من في الكثير من الأشياء. فهي ليست في موضع القيادة؛ ولذا فإن الزوجة تشعر بالضعف حين تكون على غير دراية بما يحدث في حياة زوجها. وهي ليست في حاجة لأن تسمع الحقيقة الواضحة بشأن ما يحدث في حياته، ولكنها أيضًا في حاجة لمشاركة
ما يحدث في حياتها معه. حين لا يتحدث الزوج بحساسية مع زوجته، أو حين لا يصغي لها باهتمام، تتدهور علاقتهما
بشكل ملحوظ وفي العادة تتدهور سريعًا. تذكر أن النساء نادرًا ما يقعن في علاقات غرامية بسبب الجنس، وإنما يسقطن فيها لأنهن يجدن رجلا يتواصل معهن بطريقة حساسة، وبأسلوب منفتح، وبالتالي يجعلهن يشعرن بالتميز.
بينما تتحدث المرأة مع رجل مثل هذا، تبدأ في الشعور بالحميمية معه.
ورغم أن الرجل في العادة يتواصل معها بهذه الطريقة لينال الجنس في نهاية المطاف، إلا أن الأمر ينتهي بها في أغلب الأمر بإعطائه ما يريد ببساطة لأنه قام بالتواصل.
العلاقات الغرامية آثمة ومدمرة جدًا، ولذا ففهم ما قد يؤدي للكثير من تلك العلاقات يمكنه أن يكون إجراءًا وقائيًا. بمجرد أن تفهم أهمية التواصل المفتوح في حياة زوجتك، فأنت في حاجة لأن تخبرها بفهمك لاحتياجها لهذا وبقبولك لمسئوليتك عن تسديده.
قيامك بهذا سيجعل زوجتك تشعر بالتميز وبالأمان لمعرفتها بأن زوجها ملتزم بتسديد احتياجاتها بطريقة حساسة ومُضَحية.
التواصل الصريح المنفتح أمر أساسي لنجاح الزواج. لقد قدمت المشورة للكثيرين من الأزواج، حيث كان الزوج يرفض الانفتاح والتحدث. في بعض الأحيان كان هذا بسبب بعض المشاعر المجروجة من ماضيه، وأحيانا أخرى كان هذا بسبب أن زوجته كانت ذات لسان لاذع، فكان يخشى أن يتعرض للتجريح. غالبًا أسوأ الحالات هي التي كون فيها الرجل
هادئًا بطبيعته ويكون لدى زوجته احتياج عميق للتحدث.
أحد أسوأ أشكال الإساءة للمرأة هو الصمت من قبل زوجها. لقد تقابلت مع زوجات في مكتبي توسلن ورجون أزواجهن للتحدث، بينما جلس الزوج هادئًا ورافضًا أن ينفتح.
أيها الأزواج لابد أن تنفتحوا وتتحدثوا بأمانة مع زوجاتكم. لو كانت زوجتك قد أساءت إليك في شيء ما فاغفر لها. وأخبرها أن عليها أن تكون أكثر حرصًا في كلماتها، لو كانت تلك هي المشكلة. بعد هذا واجهها لو لم تحرص على اختيار كلماتها، ولكن لا تنسحب.
لو كانت لديك جروح غير مشفية من الماضي أو بعض الأمور المخفية التي تعوقك عن الانفتاح، فعليك إما أن تخرجها بأن تتحدث عنها مع زوجتك أو مع الراعي أو مع أي مشير متخصص آخر يمكنه مساعدتك. لا بد أن تعمل على تخطي أية معوقات من أجل زواجك ومن أجل صحتك الشخصية.
الرجال الذين يعزلون مشكلاتهم في داخلهم ولا يتحدثون عنها يتعرضون لاحتمالات أعلى للإصابة بأمراض القلب، وإدمان الكحوليات والضغط. حجر الزاوية للإدمان وللكثير من المشكلات الأخرى هو افتقار الأمانة والانفتاح بشأن مشاعرنا ومشكلاتنا. اكسر قيد الصمت وابدأ في التحدث مع زوجتك.
ليس هناك شيء يسمى النمط الصامت القوي، لأن القوة الحقيقية تظهر في الشجاعة للانفتاح، وليس في إخفاء الأفكار والمشاعر بخوفٍ. لو كنت من نوعية الأشخاص الذين يتسمون بالصمت بطبيعتهم، فافتح نفسك وابدأ في التواصل. تواصل مع أفكارك ومشاعرك وابدأ في التعبير عنها بصراحة.
اطلب من الروح القدس أن يساعدك على أن تتعلم التواصل وأن يمنحك الشجاعة لأن تتغير. سيستجيب لطلباتك، لأنه مهتم بك وبزواجك.
القيادة بالغة الأهمية )الحاجة للقيادة(
بغض النظر عن مقدار سلبية أو تسلط أي امرأة، فهي لديها دومًا احتياج لأن يقودها رجل محب وتقي. بطبيعتها ترغب المرأة في أن تجد رجلا يهتم بها ويقودها عبر الحياة. لا يعني هذا أنها ترغب في أن يتم التحكم فيها أو السيطرة عليها. في الواقع، تشعر المرأة بالانتهاك وبعدم الأمان حين يبدأ الرجل في التحكم فيها.
ونفس الأمر يحدث حين لا يقوم الرجل بقيادة كل جانب من جوانب الزواج بالصورة الملائمة. المرأة ترغب في أن يقود زوجها جانب الحياة الروحية للعائلة، وجانب الأمور المادية، وجانب تربية وتدريب الأطفال، وجميع الجوانب الأخرى. حين لا يمارس الرجل القيادة، تشعر المرأة بعدم الأمان وبالإحباط.
عدم القيادة واحدة من الشكاوى الشائعة التي سمعتها )أنا جيمي( من النساء في جلسات المشورة الزوجية. اشتكت الكثيرات من النساء من أن أزواجهن لا يساعدوهن مع الأطفال، ولا يهتمون بشئونهم المالية، ولا يقودونهم في الصلاة أو في أمور الله، وأشياء أخرى. يستاء الزوج في العادة من توقعات زوجته فيما يتعلق بالقيادة.
تحدي زوجاتهم لسلطتهم بقيامهن بتصرفات لا تخصهن.
الله لم يعط الرجال سلطة مطلقة في البيت لكي يضمن أن يحظوا بأفضل مقعد في حجرة المعيشة، ولكن الله أعطاه سلطانًا لكي يكون قادرًا على القيادة. السلطان بدون القيادة يكون مثل محرك بدون جسم السيارة الذي يمكنه أن يحتويه ليجعله محركًا مفيدًا.
لذا استخدم السلطان الذي أعطاه الله لك للقيادة. وبينما تتحمل مسئولية قيادة جميع جوانب حياة العائلة، ستحب زوجتك الأمر، وستحبك أنت أكثر. ولكن عليك أن تكون حريصًا ولا تتسلط على زوجتك وعائلتك.
أصغِ بعناية لما تقوله زوجتك، ولمشاعرها بشأن الأمور المختلفة في زواجكما. اطلب نصيحتها وصَلِّ معها بشأن القرارات الكبرى. ثم اتخذ القرارات التي تعتقد أن الله يريدك أن تتخذها.
يمكنني أن أؤكد لك، أن زوجتك ستدعمك جدًا حين تتخذ هذاالموقف وتتصرف بناءًا عليه. ليس هذا كل شيء، فالله أيضًا سيكافئك أكثر مما تتخيل لأخذك الموقع الصحيح في البيت.
في أغلب الأحيان، تتهم النساء بأنهن متمردات ومتذمرات على أزواجهن، ورغم أنهن يمكن أن يقمن بالكثير من الأشياء التي يندمن عليها حين يشعرن بعدم الأمان أو بالترك بمفردهن، إلا أن كل النساء تقريبًا مستعدات لقبول واحترام سلطة الرجل التقي في حياتهن. لذا أيها الرجال، لو قمتم بالقيادة، فستتبعكن النساء. ولكن لو لم تقودوا، فبكل تأكيد ستعانون من
مشاكلٍ عديدة، وزوجاتكم سيكن فقط واحدة من تلك المشاكل.
نتمنى أن يكون هذا الفصل قد ساعد الكثيرين من القراء الذكور على فهم احتياجات زوجاتهم وكيفية تسديدها بشكل أفضل. وبالإضافة إلى هذا نتمنى أن يكون قد ساعد القارئات من النساء على فهم أنفسهن بصورة أفضل. أيها الزوج، حين تفهم كيف تعيش كرجل بطريقة فعالة لتسدد احتياجات زوجتك وتتصرف بناء على هذا، فسيختبر كلاكما بركة تفوق كل تخيلاتكما.
ولا شك أن أفضل شيء فعله الله لكل البشر كان إرسال يسوع ليموت من أجلنا على الصليب، ثم رفعه إليه مرة أخرى. ولكن بالإضافة إلى هذا، يجب أن يحتل خلق الله للنساء مرتبة عالية في عيوننا.
النساء يصبحن حقًا بركة عظيمة حين يتم فهمهن والاهتمام بهن من قبل رجال أتقياء!