كيف نتعامل مع الأطفال...
عبد الغفور الملحم
«يكمن مستقبل الأمم في الأطفال، تلك البراعم الوردية التي ستغدو زهراً ناضجاً ذا رائحة زكية، ولكي يغدو كذلك لابد من العناية التامة رغم همها الذي يثقل بظلاله كاهل أصحاب الشأن، حيث يتطلب ذلك من الأسرة الصغيرة وصولا إلى الأسرة الكبيرة (المدرسة) أفضل السبل من وسائل وطرق تعليمية لتربيتهم وإيصالهم لشواطئ الأمان، ليفرز ذلك لنا بالمستقبل القريب رجالاً لهم شخصياتهم المستقلة، يكونون عناصر فعالة في المجتمع ويساهمون بشكل مباشر في تطويره والرفع من شأنه على مختلف الصعد، فهم بالنهاية الثروة الحقيقية للأوطان».
|
كلمات بدأت بها حديثها المرشدة النفسية "رغداء خيربك" من مدارس منطقة "الشدادي" بـ"الحسكة" حول معاملة الأطفال، متحدثة لموقع eSyria بتاريخ 5/5/2009، وأضافت أيضاً: «لا ننكر أن كثيراً من الدراسات النفسية والاجتماعية عملت على تحليل العنف والإساءة للطفل وأسهمت بتوضيح العوامل المؤدية لذلك فجاء في اتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام /1989/ تعريفاً للطفل: هو (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر)، وفي القانون السوري: الحدث من لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ذكراً كان أم أنثى، وكلمة الحدث لغوياً تعني صغير السن، وكلمة طفل تعني الصغير من كل شيء، أما التعريف الإجرائي للطفولة فهي فترة حياة الإنسان التي تبدأ بالولادة إلى بلوغ سن الرشد حيث تنتهي عندها الطفولة، وسن الرشد القانوني /18/ سنة».
أما عن الإساءة في معاملة الطفل فقالت "خير بك": «هي كل فعل يعيق نموه النفسي
|
المرشدة النفسية رغداء خيربك |
والجسدي والاجتماعي والعاطفي، وقد تبين من خلال الأبحاث والدراسات بأن هناك جملة من الأسباب وتختلف باختلاف المكان والزمان، لكن تتجانس من حيث المضمون فمن تلك الأسباب مثلا: الفقر واليتم ووصاية الأقارب عليهم بالإضافة إلى اعتماد أسلوب الضرب والتوبيخ والحرمان عند المعلم أو المعلمة في المدرسة وبعض الآباء كطريقة لتغير سلوكهم ومحاولة الآباء تربية أولادهم بنفس الأسلوب الذي عاشوا عليه، حيث نخلص هنا إلى غياب ثقافة التربية العصرية عند بعض الآباء والأمهات. إن إساءة الطفل قديمة قدم الزمن ولها أشكال مختلفة تتلون بها نستطيع أن نبدأها من وأد البنات في العصر الجاهلي مروراً بالبيع والاتجار بالأطفال في العصور الوسطى وصولاً إلى استغلالهم للعمل في مراحل عمرية مبكرة وما زالت سارية إلى يومنا هذا».
وعن أنواع الإساءة تابعت قائلة: «لها أنواع عدة فهي جسدية ونفسية وعاطفية، فالجسدية عدم قدرة الطفل الدفاع عن نفسه لصغر
|
طفلة تنشر ثقافة التسول |
سنه، هذا غير ظهور حالة الإعاقة الجسدية المفتعلة لهم في بعض المجتمعات الفقيرة تمهيدا لزجهم على قارعة الطرقات ينشرون ثقافة التسول مستجدين عطف المارة عليهم.. أما الإساءة النفسية والعاطفية فهي: الانتقاد الشديد اللاذع، التحقير، غياب الحب والحنان، الإهانات، التهديدات في البيت والمدرسة ما ينتج عنه تهميش مباشر لشخصية الطفل حيث تبرز ملامحها بالاضطراب أثناء الكلام مثل: التأتأة واللعثمة واللجلجة هذا غير مظاهر الانطواء والانسحاب عند بعضهم، والبعض الآخر تتنامى لديه الشخصية العدوانية وما تفرزه من هروب متكرر من المدرسة وانضمامهم لرفقة السوء وانخراطهم في عالم الجريمة والانحراف».
كيفية التعامل مع الأطفال كان مسك الختام في حديثها حيث قالت: «لابد هنا من الوقوف مع الذات قليلاً ويجب أن تتضافر كل الجهود ما بين النواة الأولى الأسرة ومن ثم المدرسة، والعمل على إيجاد السبل الناجعة للحفاظ على تلك البراعم من الذبول، ونستطيع أن نخلص إلى
|
طفل نموذجي |
بعض تلك السبل مثل: التمسك بمفاهيم ديننا الحنيف وإعطاء الطفل مساحة حرية أكثر والانتباه لميوله وتنميتها وتفعيل دور الإعلام بمختلف أشكاله في توعية الآباء والأمهات بتربية الطفل وتفعيل دور المرشد النفسي الاجتماعي بالمدارس ولا ننسى تفعيل دور لجان حقوق الطفل للحد من التمادي باستغلالهم للعمل وإيجاد البدائل المناسبة».